رصد ظاهرة انتهاكات الاطفال لطائفة الصابئة المندائية في المدارس

رصد ظاهرة انتهاكات الاطفال لطائفة الصابئة المندائية في المدارس

A+ A-

جمعية الميزان لتنمية حقوق الإنسان المتحالفة مع المنظمة البلجيكية الدولية لحقوق الإنسان والتنمية تصدر تقريرا حقوقيا  بعنوان:

رصد ظاهرة انتهاكات الاطفال لطائفة الصابئة المندائية في المدارس

  • موقع الزيارة :        مندى الصابئة وطلبة المدارس
  • معد التقرير:          مهند خالد  / مهند زيارة

                 

  • المنطلقات القانونية :

1.         الاعلان العالمي لحقوق الانسان .

2.         اتفاقية حقوق الطفل .

3.         اتفاقية حقوق الاقليات.

4.         الدستور العراقي و القانون المحلي .

 

ملخص تنفيذي .

تنتشر ظاهرة انتهاكات حقوق التلاميذ في المدراس في محافظة ميسان  ضد التلاميذ والطلبة من طائفة الصابئة المندائيين . وهذه متوارث من الحقبة التي مرت بها البلد منذ ايام نظام ما قبل (2003 ) حيث كانت تنتشر في حينها الكثير من الانتهاكات ضد كافة فئات الشعب العراقي . اما ظاهرة انتهاكات حقوق الطلبة من الطائفة الصابئة المندائين بقت مستمرة لقلة الوعي وعدم الانتباه لهذه الظاهرة لما لها من نتائج سلبية تضر بالتعايش السلمي بين اطياف الشعب العراقي وخاصة الاطفال وما لها من تأثيرات نفسية على الطلبة في هذه الفترة من العمر .

 

 

وصف الواقع :

تتميز المدراس للمراحل الابتدائية و المتوسطة في محافظة ميسان  بقلة الكوادر التدريسية و ضعف في المستلزمات التعليمية الحديثة و إهمال للأنشطة الرياضية و الفنية و البعض من المدرسين والمعلمين  لم تسنح لهم فرص للحصول على تأهيل تربوي مناسب,  ليتابعوا تحصيلهم العلمي  فهم بذلك لا يملكون وعيا تربويا بطرق التعامل مع الأطفال وفقا للنظريات التربوية الحديثة وجهل واضح وكبير بمبادئ حقوق الانسان . و أغلب المدراس الابتدائية في محافظة ميسان يكون الدوام فيها على وجبتين (صباحا" و مساءا") لاستيعاب الطلبة  بسبب قلة في عدد المدارس في المحافظة .

وإن العنف التربوي لا يعتبره الجهاز التربوي  غاية بحد ذاته , حسب المقابلات التي اجريت مع الكوادر التدريسية  بل هو وسيلة يعتمدوها من اجل توجيه الطلاب  وتربيتهم وفقا للنموذج الاجتماعي والأخلاقي للمجتمع . و هو خلاف لما نص عليه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان  و اتفاقية حقوق الطفل التي صادق عليها العراق في تاريخ (15-6-1994) .

 

الانتهاكات والمشاكل :

1- ممارسة بعض المعلمين والمدرسين باتباع اساليب قديمة بإخراج التلميذ او الطالب من طائفة الصابئة خارج الصف المدرسي في درس التربية الإسلامية مما يسبب اذى نفسي وحرج شديد لدى الطالب وشعوره بانه يختلف عن زملائه بسبب اختلاف دينه . وايضا يولد شعور غير جيد لدى الطلاب الاخرين من المسلمين عندما يشاهدون المعلم وهو يطرد الطالب الصابئ خارج الصف مما شجع وبشكل واضح على حصول نفور من طلبة ابناء الطائفة الصابئية..

2- قيام اغلب أدارات المدارس بكتابة عبارة (غير مسلم ) في كارت نتائج الامتحانات وهذه يجعل الطالب يشعر بالاختلاف والتميز عن باقي زملائه ويجعل الطلاب المسلمين يشعرون بان هذه الطالب غير مسلم يعني انهو كافر  .

3- وجود تمييز واضح ضد الطلبة من طائفة الصابئة من قبل اقرانهم من الطلبة الاخرين حيث لا يوجد اختلاط واضح بينهم في مختلف النشاطات .

4. لوحظ اطلاق كلمة (الصابئي) مقترنه بالاسم الشخصي  على طلبة لطائفة الصابئة المندائية مما يسبب حرج شديد لهم وشعورهم بالنقص.

4- عدم اهتمام ادارات المدارس والمعلمين بالمناسبات الدينية لأبناء طائفة الصابئة المندائين وعدم تقديم التهاني والتبريكات عكس المناسبات الدينية للطلبة المسلمين.

5- عدم تأجيل الامتحانات او الاختبارات للطلبة من الصابئة عندما تصادف في ايام المناسبات الدينية للطائفة الصابئية حيث ان بعض طقوس هذه المناسبات تتطلب العبادة داخل البيت كما طقوس اعياد (البنجة).

6- عدم وجود منهج او مادة دراسية تعطي معلومات عن الديانات الاخرى ومنها طائفة الصابئه وبالتالي نشر ثقافة التعايش السلمي والمحبة داخل المدرسة.

7- سمعنا وجود بعض حالات السخرية لطقوس وعقائد هذه الطائفة من قبل بعض الطلبة وذلك بسبب قلة الثقافة والوعي واهمية احترام باقي الديانات على اختلاف اشكالها.

8- عدم الاهتمام من قبل ادارات المدارس بنشر الوعي وثقافة التعايش السلمي بين الطلاب وحثهم على المحبة ونبذ الكراهية بينهم ما بين الطلاب من الطائفة الصابئة المندائيين .

وهناك عدة نصوص تنادي بحقوق الطفل سواء في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (المادة 26-2)  ( يجب أن يستهدف التعليم التنمية الكاملة لشخصية الإنسان وتعزيز احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية. كما يجب أن يعزز التفاهم والتسامح والصداقة بين جميع الأمم وجميع الفئات العنصرية أو الدينية، وأن يؤيد الأنشطة التي تضطلع بها الأمم المتحدة لحفظ السلام. )) و اتفاقية حقوق الطفل (المادة 29)  توافق الدول الأطراف على أن يكون تعليم الطفل موجها نحو:

أ) تنمية شخصية الطفل ومواهبه وقدراته العقلية والبدنية إلى أقصى إمكاناتها،

ب) تنمية احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية والمبادئ المكرسة في ميثاق الأمم المتحدة،

ج) تنمية احترام ذوي الطفل وهويته الثقافية ولغته وقيمه الخاصة، والقيم الوطنية للبلد الذي يعيش فيه الطفل والبلد الذي نشأ فيه في الأصل، والحضارات المختلفة عن حضارته،

د) إعداد الطفل لحياة تستشعر المسؤولية في مجتمع حر، بروح من التفاهم والسلم والتسامح والمساواة بين الجنسين والصداقة بين جميع الشعوب والجماعات الأثنية والوطنية والدينية والأشخاص الذين ينتمون إلى السكان الأصليين،

هـ) تنمية احترام البيئة الطبيعية.

إضافة إلى الدستور العراقي و القوانين المحلية  , ولكن العمل لا يكون في مجرد إصدار القوانين مهما كانت عادلة وسامية .

  التوصيات والمقترحات :

1- على ادارة المدرسة إقامة علاقة إنسانية بين أركان التعليم خصوصا بين المعلم والطالب و عدم استخدام أساليب العنف المادي واللفظي تجاه الطلبة , بالإضافة الى  توجيه سلوك الطلبة وفهم مستوياتهم وحل مشاكلهم بأساليب تربوية حديثة بعيدا عن الأساليب القديمة ، ومعنى ذلك إن راس الهرم التربوي يتفق مع اللأعنف في المدارس , لكن المشكلة تظل كامنة في الطالب والمعلم  كونهم مواطنين مازالوا يتأثرون بالمجتمع . وعلية يجب على ادارات المدارس استثمار دقيقه او دقيقتين من قبل مدير المدرسة في كل يوم خميس من رفعة العلم بالحديث عن التعايش السلمي وان يشر الى طلبة وتلاميذ الطائفة الصابئة بانهم اخواننا بالوطن واخواننا بالتوحيد وانهم اصحاب كتاب ونبي حالهم حال الاديان السماوية الاخرى. لكي تم نشر الألفة والمحبة بين الطلبة  والتلاميذ وهذه سوف ينعكس ايجابا على المجتمع بشكل عام .

2- ضرورة عدم اخراج الطلبة والتلاميذ الطائفة المندائية من درس الاسلامية ويكون الامر اختيار للطالب.

3- ضرورة عدم كتابة كلمة (غير مسلم) في كارت النتيجة (الشهادة) واستخدام صابئي او مندائي او حرف (ص) فقط.

4- ضرورة  اقامة ورش عمل لمدراء المدارس ومعلمي مادة التربية الاسلامية حول مبادئ وأساسيات حقوق الانسان لاسيما حقوق الاقليات الدينية والعرقية للتقليل والقضاء على هذه الانتهاكات .

5- ضرورة اقامة مؤتمرات وندوات للقيادات في السلطتين التنفيذية والتشريعية والشخصيات البارزة في المحافظة حول التعايش السلمي وحقوق الاقليات.