حظر الأسلحة النووية السعي نحو عالم بلا أسلحة نووية

حظر الأسلحة النووية السعي نحو عالم بلا أسلحة نووية

A+ A-

حظر الأسلحة النووية  السعي نحو عالم بلا أسلحة نووية

يوافق يوم 26 سبتمبر من كل عام اليوم الدولي للقضاء التام على الأسلحة النووية (International Day for the Total Elimination of Nuclear Weapons). هذا اليوم لا يُعدّ مجرد مناسبة رمزية، بل هو جرس إنذار يذكّر العالم بخطورة الأسلحة النووية وما تمثله من تهديد وجودي على البشرية والبيئة، ويدعونا جميعًا لمضاعفة الجهود من أجل نزع هذا السلاح الفتاك.

لقد أكدت التجارب التاريخية، ومعاناة الضحايا من آثار الإشعاع والتلوث النووي، أن هذه الأسلحة لا تُفرّق بين جندي ومدني، ولا بين زمن الحرب وزمن السلم. إن استمرار وجودها بحد ذاته يشكّل تهديدًا مستمرًا للحق في الحياة، ولحقوق الإنسان الأساسية التي تكافح الإنسانية من أجل حمايتها.

تحذيرات الأمم المتحدة والأرقام الصادمة

في الأيام الأخيرة، وجّه الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، رسالة قوية مفادها أن العالم ينفق على شراء الأسلحة أكثر مما ينفق على التنمية البشرية. ففي تقريره الأخير “The Security We Need: Rebalancing Military Spending for a Sustainable and Peaceful Future”، أوضح أرقامًا صادمة:

بلغ الإنفاق العسكري العالمي في عام 2024 حوالي 2.7 تريليون دولار.
ما يعادل تقريبًا 334 دولارًا لكل فرد على وجه الأرض.
حجم الإنفاق العسكري يُقدَّر بما يعادل 13 ضعف المساعدات الإنمائية الرسمية المقدمة من الدول الغنية.
بينما كان يمكن لمجرّد 4% من هذا الإنفاق أن يقضي على الجوع في العالم بحلول 2030.
ولو جرى توجيه جزء بسيط من هذه الأموال نحو التعليم، الرعاية الصحية، والطاقة النظيفة، لأمكن إحداث تحوّل جذري في حياة مئات الملايين من البشر.

هذه الأرقام تكشف خللاً خطيرًا في أولويات المجتمع الدولي: حيث يتم الاستثمار في أدوات الدمار بدلًا من أدوات التنمية والبناء.

موقف منظمة BAMRO

إن المنظمة البلجيكية لحقوق الإنسان والتنمية (BAMRO) إذ تُشارك المجتمع الدولي إحياء هذا اليوم، تؤكد أن السلام العالمي لن يتحقق بتكديس الأسلحة النووية، بل بتعزيز العدالة والتنمية وحماية كرامة الإنسان.

وتدعو منظمتنا الحكومات والهيئات الدولية إلى:

الالتزام بالمعاهدات الدولية الخاصة بنزع السلاح النووي.
إعادة توجيه الموارد المالية من سباق التسلح إلى مشاريع التنمية المستدامة.
ضمان أن تكون حقوق الإنسان في صميم السياسات الأمنية والعسكرية.

الرسالة الإنسانية

“في يوم القضاء التام على الأسلحة النووية، لنتذكر أن سلامة العالم لا تُقاس بكمية ما نملكه من أسلحة، بل بقدرتنا على رعاية الفقراء، وبناء المدارس، وعلاج المرضى، وحماية مستقبل أطفالنا. إن تحويل جزء يسير من الأموال المهدورة على السلاح إلى تنمية حقيقية، هو الطريق إلى عالم أكثر عدلاً وإنسانية، وعالمٍ بلا أسلحة نووية.”