انتشار ظاهرة زواج القاصرات في جنوب العراق

انتشار ظاهرة زواج القاصرات في جنوب العراق

A+ A-

 

 

تقرير حول ارتفاع نسبة الطلاق وزواج القاصرات في محافظة ذي قار - الناصرية

من خلال الاستطلاع الذي اجريناه ضمن عملية البحث في اروقة محكمة الاحوال الشخصية في الناصرية بصفتها احدى منظمات المجتمع المدني العاملة في العراق والمجازة قانونيا والتي يحق لها التعاون مع المحكمة استطعنا الحصول على نسبة الزواج والطلاق للقاصرات لعام 2015 ، حيث كانت المحكمة مكتظة بشكل غريب من عدد المطلقات القاصرات التي لم يمر على زواجهن اكثر من 3 اشهر وبنفس الوقت هناك فتيات بنفس الاعمار ينتظرن اكمال معاملات زواجهن ، حيث كانت نسبة الزواج لهذا العام اعتبارا من شباط لغاية كانون الاول حسب اوليات المحكمة 5185 حالة زواج يقابلها 1963 حالة طلاق وأكثر من 1800 حالة لازالت موجودة لدى الباحثة الاجتماعية ، بعدها تفقدنا عدد من المكاتب الشرعية القريبة من المحكمة لنلتقي مع اصحابها وسؤالنا لهم عن طبيعة عملهم وما هي آلية الزواج والطلاق وما هي الاعمار التي يتعاملون معها في مكاتبهم بالنسبة للفتيان والفتيات على حد سواء ، حيث اختلفت الاجابة في ما بينهم عن نسب الاعمار التي يتعاملون معها .

 تحدث المأذون الشرعي حميد المشرفاوي انه يتعامل مع الاعمار من 14 عاما فما فوق وفق قانون الاحوال الشخصية العراقي الذي يتيح الزواج للفناة بهذا العمر بعد موافقة ولي امرها ، حيث وجهت له سؤالا عن عمر الزواج لهذه الاعمار ، حيث وضح لي بما انه الزوجين لازالوا صغار سوف يتأثرون بمحيط العائلة والاصدقاء وكونهم لم يدركوا ان الزواج تواصل دائم بين الزوجين الا انهم سرعان ما ينفصلوا عن بعضهم نتيجة للتدخل الاسري من قبل عائلة الزوجين وخصوصا تأثير والدة الزوج على الفتاة بوجوب الحمل السريع وغيرها من الامور الاخرى التي تضغط فيها عليها ليكون مصير الزوجين الانفصال النهائي بينهما حيث بين انه في العام 2015 قد طلق في مكتبه 75 حالة بين طلاق رجعي وخلعي وانه قد زوج ايضا اكثر من 150 حالة زواج اغلبهم في سن 14 سنة فما فوق ، وقد اوعز سبب ارتفاع نسبة الطلاق ايضا بسبب وجود مكاتب شرعية غير مجازة يتعامل اصحابها ماديا مع الزوجين دون التعامل معهم انسانيا او دينيا لاجل الحصول على المادة فقط .

اما صاحب المكتب الاخر المأذون الشرعي احمد عزيز الصافي فقد اوضح انه يتعامل مع أي عمر حتى لو كان يتعارض مع قانون المحكمة والأحوال الشخصية لان الفتاة تحضر مع ولي امرها وهو المسؤول عنها مع الاخذ بنظر الاعتبار عن بنتها الجسمانية التي تتيح لها الزواج حتى لو كان عمرها من 9 – 14 سنة ليكون فيها السن القانوني للزواج قانونيا ، حيث تطرق ان عملية الزواج بين القاصرين ايضا سيكون مصيره الفشل بعد شهرين او ثلاثة لعدم وجود العقل والسلوك الصحيح للاستمرار به . وان اكثر انواع هذا النوع من الزواج يتم بين الاقارب دائما وخصوصا بين ابناء العم ، وهناك نوع آخر من الزواج من اجل الورث خصوصا اذا كانت الفتاة يتيمة الوالدين يتم استغلالها من قبل العم او احد الاقارب بحجة الوصاية ، حيث تطرق ايضا ان ارتفاع نسبة الطلاق هو عدم التوافق بين الزوجين رغم ان الاسلام قد شجع الزواج للفتاة من عمر 9 سنوات فما فوق الا ان العولمة الحديثة ودخولها بشكل عشوائي قد ساهم بأرتفاع نسبة الطلاق بينهما خصوصا الانترنيت واجهزة الموبايل الحديثة

بعدها التقيت بأحد اصحاب مكاتب الاستنساخ القريبين من المحكمة والمكاتب الشرعية الذي اوضح ان عدد اللذين يتم استنساخ اوراق طلاقهم يوميا 15 حالة اكثرها من القاصرات التي لا تتجاوز اعمارهن 14 سنة .

اسباب زواج القاصرات :-

1-    العادات والتقاليد السائدة في المجتمعات الريفية .

2-    زواج الاقارب .

3-    الارث .

4-    خوف الاهل من الانحراف .

5-    تعدد الاناث في الاسرة الواحدة .

6-    الفقر .

7-    الامية .

8-    الدين والشرع .

9-    المشاكل الاسرية وطلاق الوالدين .

10-                       قلة الوعي الحضاري والفكري .

العوامل المؤثرة في زواج القاصرات :-

1-    العوامل الاقتصادية .

2-    العوامل الاجتماعية .

3-    العوامل العلمية .

4-    العوامل المادية .

5-    العوامل الاسرية .

6-    العوامل الدينية .

7-    العوامل النفسية

مشكلة البحث:


تعتبر ظاهرة زواج القاصرات من الظواهر التي لم تشبع بالدراسات بالمجتمعات العربية وخاصة في العراق حيث ان هذه الحالات تزداد يوماً بعد اخر بدون أي بوادر حقيقية تسهم في علاج لهذه الحالة خصوصا بالمقارنة مع المجتمعات الاخرى حيث ان هذه الدراسة تهتم بدراسة ظاهرة زواج القاصرات وذلك لكون ان هذا الامر يخص المراة بصورة مباشرة حيث انها تعتبر النصف الاخر من المجتمع ويجب ان تنشأ بصورة صحيحة . حيث يمكن اعتمادها في ان تكون الام والمربية الصحيحة لتنشئ جيلا واعيا يرتكز على اهم مرتزكات التوعية المجتمعية في بناء دولة متحضرة .

 

 

 

 

 

 

 

هدف البحث :-

 

ان تناول موضوع البحث حول (زواج القاصرات ) لم يأتِ من فراغ وإنما يرجع الى ظاهرة شهدتها محكمة الاحوال الشخصية في الناصرية وتزايد البحث فيها على مستوى العراق ولا يزال مستمراً لما لها من تأثيرات سلبية على المجتمع وتكمن الاهمية في ما يلي :
1-  التعرف على الظروف التي ادت الى تزايد ظاهرة زواج القاصرات والخصائص المرتبطة بالتعليم والعمل والفئات العمرية التي انتشرت فيها الظاهرة.
2-  معرفة الجوانب الشخصية والاجتماعية التي تؤدي الى تزايد زواج القاصرات وتأثيرها السلبي على المجتمع .
3-  التعرف على بعض العوامل الاجتماعية والاقتصادية والنفسية التي تؤدي الى ازدياد زواج القاصرات .
4-  التعرف على متغيرات التعليم والعمل والفئة العمرية التي تخص القاصرات .
5-  الاثار التي تقع على الاسرة والمجتمع .

 

الاستنتاجات والتوصيات :-


1-  اوضح التقرير ان اغلبية افراد العينة تقع اعمارهن ما بين الـ 9-17 سنة حيث بلغ عددهن تقريباً خلال الاشهر الـ 10 الماضية في العام 2015  5185 الزيجات الحاصلة في محكمة الاحوال الشخصية في الناصرية وهذا يوضح ارتفاعاً مستمراً في عدد حالات زواج القاصرات للأعمار المبينة انفاً والتي تمثل ما يقارب 40% من اجمالي عقود الزواج .
2-  توضح ان المستوى العلمي له تأثير على افراد العينة المذكورة لأنه كلما قل المستوى العلمي كلما ساعد ذلك على ازدياد حالات الزواج المبكر خاصة للقاصرات وكلما زاد الوعي العلمي قلت حالاته وذلك لما للتعلم من اثر في توعية المرأة ورفع مستوى تفكيرها وقدرتها على اتخاذ القرارات السليمة التي تخص حياتها الاجتماعية.
3-  يتضح ايضاً من الدراسة ان القاصرات اللواتي يقبلن بالزواج في هذا السن هن ربات بيوت ولم يكملن حتى الدراسة الابتدائية والمتوسطة وهذا ما يؤثر في مدى النضوج الفكري لديهن
4-  يتضح من الدراسة ايضاً ان الزيادة الحاصلة في حالات الزواج القاصرات خلال الاشهر العشرة رافقها زيادة في حالات الطلاق الحاصلة لنفس العينة وذلك لاكتشاف الزوجين بعد الزواج بانهما غير مستعدين للزواج ولا يمكن حصول اي انسجام بينهما لصغر سنهما وعدم وعيهما الكافي في تكوين اسرة حقيقية متكافئة .

تساؤلات البحث :-
س1- ما هي العلاقة بين متغيرات التعليم والعمل والفئة العمرية لزواج القاصرات؟
س2-  ما هي بعض العوامل الاجتماعية والاقتصادية والنفسية التي تؤدي الى زواج القاصرات في هذا العمر.؟
س3- هل الزواج المبكر وهو زواج القاصرات يقابله طلاق مبكر.؟
س4- كيفية معالجة هذه الحالة .؟
س5- هل هذا الزواج ناجح ويمكن من خلاله تكوين اسرة ناجحة.؟
س6- ما هي الاثار التي تقع على الاسرة والمجتمع من جراء هذا الزواج .؟

المجال الجغرافي المكاني :-
بما ان الدراسة اهتمت بظاهرة زواج القاصرات ولكون هذا الموضوع فيه نوع من الاهمية والتي تحتاج الى الوقت الطويل والزيارات الميدانية لعدد من المحاكم التي تخص الاحوال الشخصية في نطاق محافظتنا فقد تمت الدراسة في محكمة الاحوال الشخصية في الناصرية وعدد من المكاتب الشرعية على وفق ما يلي:
1-  تم اخذ الاحصائيات من غرفة عقود الزواج مع المعلومات المتوفرة في غرفة البحث الاجتماعي والتي كانت لها الاهمية في تشكيل دراستنا بشكل مبسط ومبدئي لصدق وثبات البيانات حيث ان البحث استخدم البيانات والاحصائيات الموجودة في محكمتنا والتي تمتاز بالصدق وعدم وجود تلاعب في اعداد الحالات التي تخص زواج القاصرات مع وجود الدقة من حيث الانتباه الى زيادة مثل هذه الحالات ما ادى الى محاولة ايجاد دراسة معينة لمعرفة اسباب هذه الزيادة ومدى تأثيرها على المجتمع وكيفية معالجتها .
2-  جمع البيانات وادخالها الحاسب الالي حيث تم ادخال الاحصائية الخاصة بزواج القاصرات والاحتفاظ بها بملفات خاصة للاستفادة منها للحد من المشكلة .


الخاتمة :-
في هذا التقرير تم تناول بعض العوامل التي تؤدي الى زواج القاصرات لما لهذه الظاهرة من تأثير سلبي على الفتاة اكثر من كونه ايجابياً في بعض الاحيان واتضح من خلال تقريرنا لهذا البحث بان العوامل الاجتماعية والاقتصادية والنفسية هي عوامل مترابطة ومتكاملة وافتقادها يساعد في ازدياد حالات زواج القاصرات وبما ان المرأة هي المتضرر الاول قمنا بالاهتمام بهذا البحث في تحديد مدى اهمية الحد من زواج القاصرات وقد ركزنا على المرأة بشكل ادق لكونها هي التي تعاني من سلبيات هذا الزواج والطلاق اكثر من الرجل ونأمل ان نكون قد سلطنا الضوء ولو بشكل بسيط على هذه والظاهرة التي انتشرت في الاونة الاخيرة في محافظة ذي قار – الناصرية  .

تقرير حول ارتفاع نسبة الطلاق وزواج القاصرات في محافظة ذي قار - الناصرية

إعداد :

جمعية حماية وتطوير الاسرة العراقية بالتعاون مع المنظمة البلجيكية الدولية لحقوق الانسان والتنمية

5/1 / 2016